الله العزيز كثير التلاوة له، كثير الغوص على معانيه دائم الفكر فيه، أقام بزاوية له بالجامع العتيق بالموصل يقرئ النّاس ويفيدهم، وكان مقبول القول عند الملوك والأمراء، يقبلون عليه، ويقبلون منه بما يشير به، وهو لا يقبل منهم شيئا، وكان غنيّ النّفس، ورعا، لا يأكل إلاّ من غلّة يزرعها قد عرف أصلها، وصنّف كتبا في التفسير منها كتاب تبصرة المتذكّر وتذكرة المتبصّر وكتاب الملخّص، وقرأ عليه الصاحب السعيد شمس الدّين محمّد بن محمّد الجويني وروى عنه، وكتب لي الإجازة بجميع تصانيفه ومسموعاته سنة تسع وسبعين، وذكر أنّ مولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وتوفّي في جمادى الآخرة سنة ثمانين وستّمائة ودفن بباب الجامع قريبا من زاويته، وكتب لي الاجازة سنة تسع وسبعين كتبها عنه العدل تاج الدّين عبد الله بن عماد الدّين عبد الرحمن بن بلدجي باذنه وإملائه.
٥٧٧٠ - موفّق الدّين أبو سعيد أحمد بن يوسف بن يحيى الجزريّ الكاتب.
ومن كلامه: ولو لم يكن من أفعاله الّتي جلّت مواقعها وشملت منافعها وحسن ذكرها وأثرها وطاب حديثها وخبرها وآرائه المقرونة بالفلاح والنجاح الضامنة للرشاد والفلاح العائدة باستقامة الأمور وحراسة الجمهور.
٥٧٧١ - موفّق الدّين أبو محمّد أحمد بن يونس بن محمّد الكرمانيّ الأديب.
كان من المشايخ الكبار المحدّثين، عالما بالفقه والأصول، سمع جميع كتاب الجامع الصّحيح لأبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاريّ على الشيخ الثقة سديد الدّين أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السجزي، روى عنه الشيخ الحافظ سديد الدّين أبو زرعة عمر بن عيسى بن علي الهمذاني مولدا