فهذا العلويّ مباين لبني العبّاس بالوراثة، ومولود في أيّام حكم هولاكو لإيران والعراق، ومسقط رأسه بلدة كرج من بلاد الجبال؛ وهو ناشئ في دولتهم وولاية حكّامهم، ومساير لسياستهم؛ فهو يذكرهم بالتعظيم ويمدحهم ويستعيذ بالله من حال من يقتلونه أو ينزلون به أشدّ العقوبة، ولا يتناولهم بكلمة ذمّ أو مؤاخذة. وهذا الأمر ظاهر في كتاب التاريخ المذكور.
[١٢ - تلخيص مجمع الآداب]
من أجزائه هذا الكتاب، المقدّم ذكره في الكلام على مجمع الآداب الذي يجب أن يعدّ أصلا له ومعينا، وقد وجد من التلخيص جزءان من أيّام البحث عن الكتب العربية المهمّة الى الآن؛ وهما الجزء الرابع والجزء الخامس، والرابع ناقص الأوّل، وهو - أي الرابع - من مخطوطات دار الكتب الظاهريّة الحافلة بدمشق، كان القائمون بأمرها قد اشتروه من بعض الحجازيين، وذلك يدلّ على أنّ طائفة من تآليف ابن الفوطيّ نقلت بعد وفاته من بغداد الى مكّة المكرّمة، فبيعت هناك.
وقد ذكر الباحث العراقي يعقوب نعوم سركيس أنّ الاستاذ عيسى اسكندر المعلوف نمّق مقالة في وصف الجزء الرابع من مجمع الآداب في الصفحة ٢٦٣ من المجلّد التاسع من مجلّة العرفان اللّبنانية الصيداوية المشهورة (١). وذكر كتاب نادر في موضوع طريف مفيد، كالألقاب وتراجم أصحابها، ونشر وصفه في مجلّة كالعرفان، كان كافيا في التنبيه عليه، وجذب الأنظار اليه، للاستفادة والاقتباس منه، وتزوّد أدب وتاريخ من مطالعته لمن يشاء المطالعة.
وكان الاستاذ الشاعر الكبير الشيخ محمد رضا الشبيبي، قد اطّلع على الجزء الرابع المذكور من تلخيص مجمع الآداب أيّام كينونته بدمشق من سنة ١٩٢٠ م - ١٣٣٨ هـ وطالعه ونقل طائفة من فوائده الأدبية وفوائده التاريخية، كما ذكر لنا ولغيرنا، ولمّا استوزر للمعارف في أحد استيزارات الدولة إيّاه، أو عز