في وصفه: خوارزم كانت قبل فخرها مزهوّة بأبي بكرها (١)، صادقة في زهوها به سنّ بكرها، مباهية به مباهاة ببكرها، تعدّه لغرائبه من رغائبها وتعده لرغائبه عن غرائبها، وما أخطأت خوارزم باعتقادها فيه وإفاضة ما سمع من النظم والنثر من فلق فيه، نعم حال الخوارزمي في فنه الفاذ الى جنب فنون العلامة حويلة وبحره الفيّاض بالنسبة الى جدوله دجيلة، هذا بون ما بينهما في علم الأدب وحفظ لغات العرب. ووراء ذلك لفخر خوارزم في علم النجوم وعلمي المعاني والبيان وحلّ مشكلات القرآن خصائص لا تحصى وخواص لا تعدّ ولا تستقصى، لم يحطب الخوارزمي قط في حبالها ولم يرش شيئا من نبالها، ولم يستظل ولا ساعة بظلالها في رسالة طويلة ليس هنا [موضعها].
[٢٤٦٢ - فخر الدين أبو حامد محمود بن عمر بن مسعود الأزجي الفقيه.]
كان من الفقهاء العلماء، رأيت بخطّه:
رفعت إليه من مديحي قصيدة ... مرصّعة در الثناء المضوّع
وما ساعدتني قوّة بشرية ... ولكن روح القدس يمدحه معي
٢٤٦٣ - فخر الدين أبو منصور محمود بن عمر بن يحيى السلماسي المحتسب.
أنشد:
جاد دهر مستأنف بعد دهر ... والمقادير بالتغايير تجري
وحصلنا على عجائب دهر ... نحن منها ما بين أمواج بحر
(١) (عنى بأبي بكر محمد بن العباس الأديب المشهور صاحب الرسائل المتوفى سنة ٣٨٢ هـ).