للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمّد (١) ابن الأمير سيف الدين أيدمر المستعصميّ، مؤلّف كتاب «الجوهر الفريد وبيت القصيد (٢). قال: هو «من أبناء الامراء الأعيان العظماء، ذكر لي أنّه ولد ببغداد رابع رجب سنة تسع وثلاثين وستمائة ... وكان بيني وبينه معرفة وصداقة واتّحاد منذ سنة خمسين [وستمائة]، ولمّا قدمت بغداد كنت أتردّد الى خدمته ويشرّفني أيضا بحضوره ...».

ودرس مقامات الحريريّ، وسمع الحديث النّبويّ مع ذي قرابته قوام الدين أبي الفضل عبد القاهر بن محمد بن الفوطيّ. فقد قال في ترجمة: «كان شابّا ذكيّا، اشتغل (٣) على والده موفّق الدين، ودرس عليه كتاب الألفيّة لابن معطى، وكان رفيقي في حفظ المقامات الحريريّة وسماع الأحاديث النبويّة، على شيخنا الصاحب الشهيد محيي الدين يوسف بن الجوزي استاذ الدار (٤). وسلم ببغداد في الواقعة؛ وتعلّم صنعة التجارة ومهر فيها، ونسب إليه أنّه كان يكاتب ملوك الشام، وأرادوا تصديعه فهرب الى دمشق (والفرار ممّا لا يطاق من سنن المرسلين)،


(١) (ترجمته في الملقّبين بفلك الدين من هذا الكتاب، وذكر له ابن الطقطقي خبرا في التاريخ الفخري حدّث به المؤلف في وقعة بغداد المشهورة سنة ٦٥٦ هـ‍ واستباحة هولاكو، وكان ابن أيدمر في عسكر الخليفة المعتصم بالله).
(٢) (كتاب جمع فيه مؤلّفه ما يتمثل به من أبابيت الشعر على حسب حروف المعجم منه جزء بدار كتب مشهد الامام عليّ الرضا بطوس العتيقة المعروفة اليوم بمشهد ولم يعرف أحد اسمه، وذكره مؤلّف أعيان الشيعة «١: ٤١١» ولم يعرفه، وفي خزانة الفاتح باستانبول نسخة من الجزء الأوّل وثلاث نسخ من الجزء الثاني، وكلّها باسم «الدرّ الفريد وبيت القصيد» تأليف محمد بن سيف الدين أيدمر «١: ٤٤٨» من فهرس المخطوطات المصوّرة بالجامعة العربية).
(٣) (اشتغل في اصطلاحهم أيامئذ معناه «درس» و «أشغل» معناه «درّس»، وكثر استعمالهم للإشغال أي التدريس والاشتغال أي الدراسة).
(٤) (يعني استاذ دار الخلافة العبّاسيّة وهو ممّن قتلهم هولاكو صبرا سنة ٦٥٦ هـ‍).

<<  <  ج: ص:  >  >>