من أولاد المشايخ والمحدّثين، رأيته بتبريز سنة ست وسبعمائة واجتمعت بخدمته بالسلطانية وهو حافظ عارف بأسماء المحدثين ومتون الأخبار وقد صنف كتبا منها كتاب «زجاجة الأنوار في دراري الأخبار» وعرضه على المخدوم رشيد الدين سنة ست وسبعمائة، روى عن جده أصيل الدين وكتب لي الإجازة بجميع مروياته ومسموعاته ومصنفاته.
- محمد الكرخي الشافعي الفقيه» ولد ببغداد سنة «٥٢٦ هـ» وتفقه على الامام أبي الحسن محمد بن الخل البغدادي الشافعي، وسمع منه ومن عبد الخالق اليوسفي وأبي الفضل الأرموي وعبد الملك الكروخي وأبي الوقت السجزي وابن الزاغوني وجماعة آخرين ومنهم من ينسبه «اللوزي» نسبة الى محلة اللوزية في بغداد الشرقية «بني سعيد الحالية».ترك بغداد الى الشام واتصل بالعماد الأصفهاني الكاتب وأعاد له بمدرسته بدمشق، ذكره ابن الدبيثي في تاريخه بدلالة وجود ترجمته في مختصره «ور ١٢٥» والذهبي في تاريخ الاسلام «ور ٢١٤» وروى بدمشق كتاب الترمذي وكتاب الدارمي وروى عنه هناك الشهاب القوصي أبو العرب اسماعيل بن حامد الخزرجي بالمدرسة المجاهدية وابن خليل يوسف وغيرهما وحدّث ببغداد وروى عنه ابن الدبيثي وغيره قال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وستمائة فرأيته مختلاّ. وحدّثني عبد العزيز بن هلالة قال: دخلت على أبي تراب يوما فقال: من أين أنت؟ فقلت: من المغرب فبكى وقال: لا رضي الله عن صلاح الدين ذاك فساد الدين. أخرج الخلفاء من مصر وجعل يسبه فقمت وخرجت. وقال ابن الدبيثي كما جاء في المختصر المحتاج إليه: يحيى بن ابراهيم بن محمد أبو تراب بن أبي المعالي البزاز الكرخي الفقيه، تفقه على أبي الحسن بن الخل وسمع منه ومن عبد الخالق اليوسفي وعبد الملك الكروخي وابن الزاغوني وسافر الى الشام فأقام بدمشق مدة، وكان صحيح السماع، قرأت عليه: أخبركم الكروخي. فذكر حديثا. ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة. وتوفي في شعبان سنة أربع عشرة وستمائة. قال الذهبي قال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وستمائة فرأيته مختلاّ. ذكر لي أن الليلة نزل عليه في هذيان طويل وقال لابن هلالة: لا رضي الله عن صلاح الدين كما أخرج الخلفاء من مصر نسخة المجمع المصورة، الورقة ١٢٥).