أبي النجم بن حصين [بن] نباتة النباتي المعري الأديب.
كان من الأئمة الأعيان الأعلام والقراء الأفاضل بمدينة السلام، رأيته لمّا قدمت بغداد، وكان له معرفة بوالدي وجدّي لأمّي عفيف الدّين أبي القاسم ابن الظهيري وكان حسن البهجة فصيح اللهجة كريم الأخلاق ظاهر البشر، تردد إليّ راكبا إلى مشهد البرمة، ذكر لي أنّه قرأ القرآن المجيد على الشيخ عبد الواحد الحدّاديّ وغيره وسمع صحيح البخاري على أصحاب أبي الوقت وكان أيام الملك مجاهد الدّين الدواتي، وسمع من أصحاب ابن الجوزي وابن الأخضر، وسمع معنا على مشايخنا وسألته عن مولده فذكر أنّه ولد في ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وستّمائة بقرية منونيا (١)، كتبت عنه، وكان يخطب في العيدين بجامع الخليفة، وله شعر كثير فمن ذلك ما كتبه إليّ لمّا قدم الأمير أبو نصر محمّد بن الأمير السعيد أبي المناقب المبارك بن الامام المستعصم بالله ودفن بدار سوسيان في رجب سنة تسع وسبعين وستّمائة وقد ... انقطع منه اشياء:
بكت السماء وأرعدت ... فرحا بأقدام المبارك
بغداد منم للزرو ... ع لأنّه ماء مبارك
لكن مراغة زلزلت ... لولا اللطيف بها تدارك
نالت كمال الدّين أع ... لا في سما العليا منارك
وارثي إماما طالما ... معروفة ... امارك
تلقى السعادة في الدنى ... ويكون في الدارين جارك
(١) منونيا: من قرى نهر الملك. (والعبارة فيما بعدها مضطربة، ويعلم مما ذكره المصنف في مواضع أن الأمير أبا المناقب توفي سنة ٦٧١ بمراغة فأتى ولده به إلى بغداد ودفنه بها. ووضعنا النقاط لانقطاع كلمة في التجليد، أما الشعر فقد كان الأصل بدل (بغداد) (هذا) والتصحيح عن القياس، وفيما بعده من الأبيات غموض ونقص تركناها على حالها) وقد تكرر البيت الأخير في ط الهند فحذفنا الأول الذي كان واقعا بعد البيت الرابع في ط الهند وتركنا الثاني في محله للتناسب.