المحدّث الصدر العالم، خازن الكتب بالمستنصريّة، وهو يحيى بن إبراهيم ابن رشيد الدّين أبي الفضائل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن حسّان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن سيف الله خالد بن الوليد المخزوميّ الشبذي، من البيت المعروف بالعلم والفضل، ولد ببلاد الترك، ونشأ في خدمة والده وجدّه، وقرأ القرآن المجيد، وسمع الأحاديث وتأدّب، ولمّا نزل سلطان العالم هولاكو إلى العراق وقتل الامام المستعصم بالله واستولى على أهله، أنفذ كريمتيه إلى أخيه منكوقان فتوفيت إحداهما ببخارا، ووصلت الاخرى إلى منكوقان، واجتهد شيخنا شمس الدّين في خلاصها، وزوّجها بولده محيي الدّين فأولدها، وخرج من بلاد ما وراء النهر قاصدا حضرة أباقا، ولمّا اجتمع به طلب منه أن يسكن بغداد فدخلها ونزل بأهله دارسوسيان، وفوّض إليه أمر خزانة الكتب بالمدرسة المستنصرية سنة إحدى وسبعين وستّمائة، ولم يزل بها مشتغلا بنفسه مقبلا على درسه إلى أن توفّى ببغداد ... ، وكنت أتردّد إلى خدمته وأنفذ لي ثوبا من الشبذيّ، ومن عجائب الاتفاق أن السلطان إباقا بن هولاكو أنعم عليه بابنة عمّها الحاجة زينب بنت الأمير أبي القاسم عبد العزيز بن الامام المستنصر بالله فاتّصل بها ونقلها إلى بغداد، وهذا لم يتفق لأحد من العالم!، وكانت وفاته ليلة الجمعة سابع رجب سنة اثنتين وثمانين وغسل ليلا وحمل سحرة تلك الليلة إلى باب حرب فصلى عليه
(١) تقدم ذكره استطرادا، وله ترجمة في تاريخ الاسلام نقلا عن المصنف، وتبصير المنتبه في الشبذي، وتوضيح المشتبه ١٩١/ ٥ في الشبذي نقلا عن أبي العلاء الفرضي. وتقدمت ترجمة ابنه عزيز الدّين عبد العزيز، وستأتي ترجمة ابنه الآخر مظهر الدّين عبد الحق. والثلث الأخير من ترجمته كان قد وقع خطأ ضمن ترجمة أخرى من هذا الكتاب وقد نبّه على الترجمة دون الأبيات محقق ط الهند بيد نحن آثرنا على أن ننقله إلى موضعه هنا مع البيتين، وإن كان لا يخلو من تكرار.