قرأت في تاريخ نيسابور؛ قال: كان آخر قتال قاتل فيه الحريش (١) عبد الله ابن خازم بخراسان بمكان يقال له قصر الملح بالقرب من نيسابور فوقف وقد تفرّق عامّة أصحابه عنه، فلمّا لقيهم عبد الله بن خازم قال الحريش للّذين معه: من طاب منكم نفسا أن يقاتل حتى يموت فليقم معي ومن كره ذلك فلينصرف، وجاء الحريش حتى انتهى إلى خربة فنصب عليها أرماحا ثمّ جاء مقبلا كأنه طليعة ذلك العسكر، فتلقّاه ابن خازم ومعه مولى كان يلقّب بالمذهّب لأن جميع سلاحه كان مذهبا واسمه ميمون، وكان قد نذر إن رأى الحريش ليضربنّه ضربة بالسيف، فقال بعض من كان مع ابن خازم: يا ميمون هذا والله الحريش، فضربه فلم يفعل شيئا، وقطع الحريش عودا من شجر العنّاب ثقيلا وضربه به فوقع صريعا، وشدّ على ابن خازم فهرب عنه ثمّ تصالحا.
(١) (الحريش هو ابن هلال الضبي الشاعر له وقعات مع عبد الله بن خازم المتوفى سنة ٧٢ انظر أخبارهما في الطبري وأخبار ابن خازم في تهذيب التهذيب).