سير أعلام النبلاء ١٥٩/ ١٥: ٦٨، تاريخ الاسلام وفيات ٣٦٥ ص ٣٤٨، تاريخ ابن خلدون ٤٥/ ٤، الخطط للمقريزي ٣٥١/ ١ وغيرها. قال الذهبي في السير: وضربت السكة على الدينار بمصر: (لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، علي خير الوصيين) والوجه الآخر اسمه والتاريخ، وأعلن الأذان بحي على خير العمل ... وأحسن إلى الرعية وتصدّق بمال عظيم ... وكان عاقلا لبيبا حازما ذا أدب وعلم ومعرفة وجلالة وكرم، يرجع في الجملة إلى عدل وإنصاف، ولولا بدعته ورفضه! لكان من خيار الملوك. انتهى. أقول: أما حي على خير العمل فهو جزء من الأذان وعليه كان المسلمون في عهد رسول الله (ص) وأبي بكر وبداية عهد عمر. فقد روى المتقي الهندي في كنز العمّال عن الطبراني في الكبير، قال: كان بلال يؤذن بالصبح فيقول حيّ على خير العمل. وروى عن أبي الشيخ أنه قال: كان بلال ينادي بالصبح فيقول: حيّ على خير العمل فأمره النبي أن يجعل مكانها الصّلاة خير من النوم وروي عن مصادر عن ابن عمر أنّ عمر قال لمؤذّنه: إذا بلغت حيّ على الفلاح في الفجر فقل الصّلاة خير من النوم وعن مالك أنه بلغه أنّ المؤذن جاء إلى عمر يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائما فقال: الصّلاة خير من النّوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح وقد روى مثل هذا عن النّبي (ص)، وروى عن ابن جريج أن رجلا سأل طاووسا متى قيل: الصّلاة خير من النوم؟ فقال: أما إنها لم تقل على عهد رسول الله (ص) ولكنّ بلالا سمعها في زمان أبي بكر بعد وفاة رسول الله (ص) يقولها رجل غير مؤذن فأخذها منه فأذّن بها، فلم يمكث أبو بكر إلاّ قليلا حتّى إذا كان عمر قال: لو نهينا بلالا عن هذا الذي أحدث، وكأنه نسيه، وأذن به النّاس حتّى اليوم، وعن ابن جريج أن سعدا أوّل من قال الصلاة خير من النّوم في خلافة عمر فقال عمر بدعة، ثمّ تركه ... هذا بعض روايات العامة في كتبهم حسبما رواه المتقي الهندي في ج ٨ من كنز العمّال، وأما روايات أتباع أهل البيت فقد اتفقت على أنّها جزء من الأذان والإقامة وفي كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق ١٨٤/ ١ عن الباقر أو الصادق أنه قال: إنّ بلالا كان عبدا صالحا