للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (ومراقبة الإخلاص (١) من ورطة المراقبة)، يشير إلى فناء شهود المراقِب نفسه وما منها، وأنَّه يفنى بمن يراقبه عن نفسه وما منها. فإذا كان باقيًا بشهود مراقبته فهو في ورطتها لم يتخلَّص منها، لأنَّ شهود المراقبة لا يكون إلَّا مع بقائه (٢). والمقصود إنَّما هو الفناء والتخلُّص من نفسه ومن صفاتها وما منها.

وقد عرفتَ أنَّ فوق هذا درجةً أعلى منها وأرفع وأشرف، وهي مراقبة مواقع رضا الربِّ ومساخطه في كلِّ حركةٍ، والفناء عمَّا يسخطه بما يحبُّ، والتفرُّق له به (٣) وفيه، ناظرًا إلى عين جمع العبوديَّة، فانيًا عن مراده من ربِّه ــ ولو علا ــ بمراد ربِّه منه.

* * * *


(١) ش، ج، ن: «الخلاص». وقد سبق التنبيه عليه.
(٢) ش: «بعد فنائه»، خطأ.
(٣) ع: «وبه».

<<  <  ج: ص:  >  >>