للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن يكون مراده بالدُّول والقسم: الأحوال التي تتداول عليه (١) ويختلف سيرها، والقِسَم التي نالته من الله ما كان قياس سعيه واجتهاده أن يحصل له أكثرُ منها؛ فيذعن لِما غالب قياسَه منها، ويسلِّم للقسَّام المعطي بحكمته وعدله. فإنَّ مِن عباده من لا يُصلحه إلّا الفقر، ولو أغناه لأفسده ذلك. ومنهم من لا يصلحه إلَّا الغنى، ولو أفقره لأفسده ذلك. ومنهم من لا يُصلحه إلَّا المرض، ولو أصحَّه لأفسده ذلك. ومنهم من لا يصلحه إلَّا الصحَّة، ولو أمرضه لأفسده ذلك.

قوله: (والإجابة لما يفزع المريد من ركوب الأحوال)، يقول: إنَّ صاحب هذه الدرجة مِن قوَّة التسليم يهجم على الأمور المفزعة ولا يلتفت إليها، ولا يخاف منها من ركوب الأحوال واقتحام الأهوال، لأنَّ قوَّة تسليمه تحميه من خطرها، فلا ينبغي أن يخاف، فإنّه في حصن التسليم ومَنَعته وحمايته.

فصل

قال (٢): (الدرجة الثانية (٣): تسليم العلم إلى الحال، والقصد إلى الكشف، والرَّسم إلى الحقيقة).

أمَّا (تسليم العلم إلى الحال) فليس المراد منه تحكيمَ الحال على العلم، حاشا الشيخ من ذلك، وإنَّما أراد الانتقال من الوقوف عند صور العلم


(١) ع: «على السالك».
(٢) «المنازل» (ص ٣٧).
(٣) ع: «الثالثة»، خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>