للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال (١): (والنّفَس الثاني: نفَسٌ في حين التجلِّي، وهو نفَسٌ شاخصٌ عن مقام السُّرور إلى رَوح المعاينة، مملوءٌ من نور الوجود، شاخصٌ إلى منقَطَع الإشارة).

هذا النّفَس أعلى من الأوّل، فإنّ الأوّل في حين استتارٍ وظُلمةٍ، وهذا نفَسٌ في حال تجلٍّ ونور.

و (حين التّجلِّي): هو زمان حصول الكشف. والتجلِّي مشتقٌّ من الجَلْوة، قيل: وحقيقتُه إشراقُ نورِ الحقِّ على قلوب المريدين (٢).

فإن أرادوا إشراق نور الذّات فغلطٌ (٣) منهم، ولهذا قال مَن احترز منهم عن ذلك: «إشراق نور الصِّفات» (٤).

فإن أراد (٥) إشراق نفس الصِّفة فغلطٌ، فإنّ التّجلِّي الذّاتيّ والصِّفاتيّ لا يقع في هذا العالم، ولا تثْبُت له القُوى البشريّة.

والحقُّ أنّه إشراقُ نور المعرفة والإيمان، واستغراق القلب في شهود الذّات المقدّسة وصفاتها استغراقًا علميًّا، نعم هو أرفع من العلم المجرّد لأسبابٍ:


(١) «المنازل» (ص ٨٧).
(٢) ينظر «التعريفات» (ص ٧٦)، و «التوقيف على مهمات التعاريف» (ص ١٢٨).
(٣) زاد في ط: «شنيع».
(٤) هذه الفقرة ساقطة من ت.
(٥) ت: «أرادوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>