للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (١): (الحزن توجُّع لفائتٍ أو تأسُّفٌ على ممتنعٍ).

يريد أنَّ ما يفوت الإنسان قد يكون مقدورًا له وقد لا يكون، فإن كان مقدورًا توجَّع لفوته، وإن كان غير مقدورٍ تأسَّف لامتناعه.

قال: (وله ثلاث درجاتٍ، الأولى (٢): حزن العامَّة، وهو حزنٌ على التفريط في الخدمة، وعلى التّورُّط في الجفاء، وعلى ضياع الأيام).

التفريط في الخدمة عندهم فوق التفريط في العمل وتضييعه، بل هذا الحزن يكون مع القيام بالعمل، فإنَّ الخدمة عندهم من باب الأخلاق والآداب، لا من باب الأفعال، وهي حقُّ العبوديَّة وأدبها وواجبها، وصاحب هذا الحزن بالأولى أن يحزن لتضييع العمل.

وأما (التورُّط في الجفاء)، فهو أيضًا أخصُّ من المعصية بارتكاب المحظور، لأنَّه قد يكون بفقد أنسٍ سابقٍ مع الله تعالى، فإذا توارى عنه تورَّط في الجفوة، فإنَّ الشّيخ ذكر الحزن في (قسم الأبواب) وهو عنده من (قسم البدايات) (٣).


(١) (ص ١٩).
(٢) الأصل، ل، م: «الأول».
(٣) لأنه يليه مباشرة، لا أنه جزء منه، فإن (قسم البدايات) أول أقسام الكتاب العشرة و (قسم الأبواب) ثانيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>