للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمالهم فرأوها حسنةً.

عُدنا إلى شرح كلامه:

قوله: (قد وردت أساميها (١) بالرِّسالة ... ) إلى آخره.

ذكر أنَّ إثبات الصِّفات دلَّ عليه: الوحيُ الذي جاء من الله على لسان رسوله، والحسُّ الذي شاهد به البصير آثار الصَّنعة فاستدلَّ بها على صفات صانعها، والعقلُ الذي طابت حياته بزرع الفكر، والقلبُ الذي حيي بحسن النظر بين التعظيم والاعتبار.

فأمَّا الرسالة، فإنَّها جاءت بإثبات الصفات إثباتًا مفصَّلًا على وجهٍ أزال الشُّبهة وكشف الغطاء، وحصَّل العلمَ اليقينَ (٢)، ورفعَ الشكَّ والرَّيب، فثلجت له الصُّدور، واطمأنَّت به القلوب، واستقرَّ به الإيمان في نصابه؛ ففصَّلت الرسالةُ الصفاتِ والنُّعوتَ والأفعالَ أعظمَ من تفصيل الأمر والنهي، وقرَّرت إثباتها أكملَ تقريرٍ في أبلغ لفظٍ، وأبعدِه عن الإجمال والاحتمال، وأمنعِه من قبول التّأويل. ولذلك كان تأويل آيات الصِّفات وأحاديثها بما يخرجها عن حقائقها من جنس تأويل آيات المعاد وأخباره، بل أبعد منه وأفسد لوجوهٍ كثيرةٍ ذكرناها (٣) في كتاب «الصواعق المرسلة على الجهميَّة والمعطِّلة» (٤). بل تأويل آيات الصِّفات بما يُخرجها عن


(١) ت: «أشياء منها»، تحريف.
(٢) ر: «اليقيني». وفي هامش ش: «علم اليقينِ» وعليه «ظ»، أي أن الناسخ استظهر ذلك.
(٣) ر: «ذكرتها».
(٤) (٣/ ١٠٩٦ - ١١٠٦)، وانظر «مختصره» (ص ١١ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>