للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك (١) كانت يقظته نومًا، لأنَّ قلبه موات.

وقيل: مجالسة العارف تدعوك من ستٍّ إلى ستٍّ: من الشكِّ إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذِّكر، ومن الرَّغبة في الدُّنيا إلى الرَّغبة في الآخرة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن سوء الطويَّة إلى النصيحة (٢).

فصل

قال صاحب «المنازل» (٣): (المعرفة على ثلاث درجاتٍ، والخلق فيها ثلاثُ فرقٍ. الدرجة الأولى: معرفة الصِّفات والنُّعوت، وقد وردت أساميها بالرِّسالة، وظهرت شواهدُها في الصَّنعة بتبصير النُّور القائم في السرِّ، وطيبِ حياة العقل لزرع الفكر، وحياةِ القلب بحسن النظر بين التعظيم وحسن الاعتبار. وهي معرفة العامَّة التي لا تنعقد شرائط اليقين إلَّا بها. وهي على ثلاثة أركانٍ: إثباتُ الصِّفات باسمها من غير تشبيهٍ، ونفيُ التشبيه عنها من غير تعطيلٍ، والإياسُ من إدراك كنهها وابتغاءِ تأويلها).

قلت: الفرق بين الصِّفة والنّعت من وجوهٍ ثلاثةٍ:


(١) ش: «وكذلك».
(٢) أسند أبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٧٢) نحوه بذكر «خمسٍ إلى خمسٍ»، ليس فيها: «ومن الغفلة إلى الذكر»، من طريق شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد بإسناده عن جابر مرفوعًا، وكذا من طريقه عن أنس مرفوعًا. قال أبو نعيم: وهذا الحديث كلام كان شقيق كثيرًا ما يعظ به أصحابه والناس، فوهم فيه الرواة فرفعوه وأسندوه.
(٣) (ص ١٠٢ - ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>