للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا «أخبرنا» و «حدّثنا» لَمَا وصل إلى هذا وأمثاله شيءٌ (١) من الإسلام. ومن أحالك على غير «أخبرنا» و «حدّثنا» فقد أحالك: إمّا على خيال صوفيٍّ، أو قياس فلسفيٍّ، أو رأي نفسيٍّ. فليس بعد القرآن و «أخبرنا» و «حدّثنا» إلّا شبهات المتكلِّمين، وآراء المتخرصين، وخيالات المتصوِّفين، وقياسات المتفلسفين.

ومن فارق الدّليلَ ضلَّ عن سواء السّبيل، ولا دليلَ إلى الله والجنّة سوى الكتاب والسُّنّة، وكلُّ طريقٍ لم يَصحَبْها دليل السُّنّة والقرآن فهي من طرق الجحيم والشّيطان.

والعلم ما قام عليه الدّليل، والنّافع ما جاء به الرّسول. والعلم خيرٌ من الحال:

العلم حاكمٌ، والحال محكومٌ عليه.

العلم هادٍ، والحال تابعٌ.

العلم آمرٌ ناهٍ، والحال منفِّذٌ قابلٌ.

والحال سيفٌ، إن لم يصحبه علمٌ فهو مِخراقٌ في يدِ لاعبٍ.

الحال مركوبٌ لا يُجارى، فإن لم يصحبه علمٌ ألقى صاحبه في المهالك والمتالف.

الحال بلا علمٍ كالسُّلطان الذي لا يَزَعُه عن سطوته وازعٌ.

الحال بلا علمٍ كالنّار التي لا سائسَ لها.


(١) ش، د: «شيئًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>