للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محاسنها ووصالها وهجرانها، فهذا لو سئل عنه من سئل من أولي العقول لقضى بتحريمه، وعلم أنَّ الشرع لا يأتي بإباحته، وأنّه ليس على النّاس أضرُّ منه، ولا أفسدُ لعقولهم وقلوبهم وأديانهم وأموالهم وأولادهم وحريمهم (١).

فصل

قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (٢): (السماع على ثلاث درجاتٍ: سماع العامّة، وهو ثلاثة أشياء: إجابة زجر الوعيد رغبةً (٣)، وإجابة دعوة الوعد جُهدًا، وبلوغ مشاهدة المنَّة استبصارًا).

الوعيد يكون على ترك المأمور وفعل المحظور، فإجابةُ داعيه هو العمل بالطاعة.

وقوله: (رغبةً)، يعني: امتثالًا لكون الله عز وجل أمر ونهى وأوعد. وحقيقة الرغبة: الخوف والرجاء، فيفعل (٤) ما أُمر به على نور الإيمان راجيًا للثواب، ويترك (٥) ما نُهي عنه على نور الإيمان خائفًا من العقاب.


(١) في ع زيادة: «منه».
(٢) (ص ١٨).
(٣) كذا عند المؤلف تبعًا لـ «شرح التلمساني» (ص ١١٣، ١١٤). والذي في مطبوعة «المنازل»: «رِعةً»، وعليه شرحه القاساني (ص ٩٤) فقال: «أي: ورعًا واتقاءً مما نُهي عنه».
(٤) ش، ج، ن: «بفعل». والظاهر أنه كان كذا في الأصل ثم أُصلح.
(٥) الأصل، ش، ج، ن: «بترك».

<<  <  ج: ص:  >  >>