للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال (١): (الدّرجة الثّانية: فراسةٌ تُجنى من غَرْسِ الإيمان، وتَطلعُ من صحّة الحال، وتَلمعُ من نور الكشف).

هذا النّوع من الفراسة مختصٌّ بأهل الإيمان، ولذلك قال: (تُجنى من غَرْسِ الإيمان). وشبَّه الإيمان بالغَرْس لأنّه يزداد وينمو، ويزكو على السّقي، ويُؤتي أُكُلَه كلَّ حينٍ بإذن ربِّه، وأصلُه ثابتٌ في الأرض، وفرعُه (٢) في السّماء. فمن غرسَ الإيمان في أرضِ قلبِه الطّيِّبة الزّاكية، وسقى ذلك الغِراسَ بماء الإخلاص والصِّدق والمتابعة= كان من بعض ثمرِه هذه الفراسةُ.

قوله: (فتطلع من صحّة الحال).

يعني: أنّ صدق الفراسة من صدق الحال، فكلّما كان الحال أصدقَ وأصحَّ فالفراسة كذلك.

قوله: (وتلمعُ من نور الكشف).

يعني أنّ نور الكشف من جملة ما يُولِّد الفراسة، بل أصلها نور الكشف. وقوّةُ الفراسة بحسب قوّة هذا النُّور وضعفه، وقوّتُه وضعفُه بحسب قوّة مادّته وضعفها.

فصل

قال (٣): (الدّرجة الثّالثة: فراسةٌ سَرِيّةٌ، لم تَجتلِبْها رَوِيّةٌ، على لسانٍ


(١) «المنازل» (ص ٦٤).
(٢) ش: «فروعه».
(٣) «المنازل» (ص ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>