للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرباب حقائق. هؤلاء مع رسوم العلم، وهؤلاء مع رسوم (١) العبادة.

ثمّ إنّهم في أنفسهم فريقان: صوفيّةٌ وفقراء، وهم متنازعون في ترجيح الصوفيّ على الفقير أو بالعكس أو هما سواءٌ، على ثلاثة أقوالٍ:

فطائفةٌ رجّحت الصُّوفيّ، منهم كثيرٌ من أهل العراق. على هذا صاحب «العوارف» (٢)، وجعلوا نهايةَ الفقير بداية الصُّوفيِّ (٣).

وطائفةٌ رجّحت الفقير، وجعلوا الفقر لُبَّ (٤) التّصوُّف وثمرته. وهم كثيرٌ من أهل خراسان.

وطائفةٌ ثالثةٌ قالوا: الفقر والتّصوُّف شيءٌ واحدٌ. وهؤلاء هم أهل الشّام.

ولا يستقيم الحكم بين هؤلاء حتّى يتبيّن حقيقة الفقر والتّصوُّف، وحينئذٍ يُعلَم هل هما حقيقةٌ واحدةٌ أو حقيقتان؟ ويُعلَم راجحهما من مرجوحهما.

وسترى ذلك مبيّنًا إن شاء الله في منزلتي «الفقر والتّصوُّف» إذا (٥) انتهينا إليهما، إن ساعدَ الله ومنَّ بفضله وتوفيقه. فلا حول ولا قوّة إلّا بالله، وبه (٦)


(١) «العلم ... مع رسوم» ساقطة من ش، د.
(٢) أي شهاب الدين السهروردي صاحب «عوارف المعارف».
(٣) قال في «عوارف المعارف» (ص ٦٣): الفقر أساس التصوف، وبه قوامه، على معنى أن الوصول إلى رتب التصوف طريقه الفقر.
(٤) ل: «أب»، تحريف.
(٥) ل: «إن».
(٦) ل: «والله».

<<  <  ج: ص:  >  >>