للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خُلُقِه، كما قيل (١):

إنّ التّخلُّق يأتي (٢) دونَه الخُلُقُ

وقال الآخر (٣):

يُراد من القلب نِسيانُكم ... وتأبى الطِّباعُ على النّاقل

فمتكلِّفُ ما ليس من نعتِه ولا شِيمتِه يرجع إلى شيمته ونعته وسجيّته, فذاك الذي يرجع إليه هو الخلق.

قال (٤): (واجتمعتْ كلمةُ النّاطقين في هذا العلم: أنّ التّصوُّف هو الخلق, وجِماعُ الكلامِ فيه يدور على قطبٍ واحدٍ, وهو بذلُ المعروف وكفُّ الأذى).

قلت: من النّاس من يجعلها ثلاثةً: كفُّ الأذى، واحتمال الأذى، وإيجاد الرّاحة.

ومنهم من يجعلها اثنين كما قال الشّيخ - رحمه الله -: بذلُ المعروف، وكفُّ الأذى.

ومنهم من يردُّها إلى واحدٍ, وهو بذل المعروف. والكلُّ صحيحٌ.


(١) شطر بيت لسالم بن وابصة في «الحماسة» (١/ ٣٥٩) و «البيان والتبيين» (١/ ٢٣٣) و «نوادر أبي زيد» (ص ١٨١)، وللعرجي في «الحيوان» (٣/ ١٢٨) و «الشعر والشعراء» (٢/ ٥٧٥) و «العقد الفريد» (٣/ ٣).
(٢) في النسخ: «يأبى»، تصحيف.
(٣) هو المتنبي، والبيت في «ديوانه» (٣/ ١٥٣) بشرح البرقوقي.
(٤) «المنازل» (ص ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>