للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: هذا عزمٌ منه على الرِّضا وحديثُ نفسٍ به، ولو أدخله النار لم يكن من ذلك شيء، وفرقٌ بين العزم على الشيء وبين حقيقته (١).

ومنه: اشتباه علم التوكُّل بحال التوكُّل (٢)، فكثيرٌ من الناس يعرف التوكُّل وحقيقته وتفاصيله، فيظنُّ أنَّه بذلك متوكِّلٌ، وليس من أهل التوكُّل، فحال التوكُّل أمرٌ (٣) وراء العلم به. وهذا كمعرفة المحبَّة والعلم بها وأسبابها ودواعيها وحال المحبِّ العاشق (٤)، ومعرفةِ (٥) علم الخوف وحال الخوف (٦). وهو شبيهٌ بمعرفة المريض ماهيَّة الصحَّة وحقيقتها وحالُه بخلافها.

فهذا الباب يكثر اشتباه الدعاوي فيه بالحقائق، والعوارض بالمطالب، والآفات القاطعة بالأسباب الموصلة، والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ.

فصل

والتوكُّل من أعمِّ المقامات تعلُّقًا بالأسماء الحسنى، فإنَّ له تعلُّقًا خاصًّا بعامَّة أسماء الأفعال وأسماء الصِّفات. فله تعلُّقٌ باسم الغفَّار، والتوَّاب،


(١) انظر: «مجموع الفتاوى» (١٠/ ٣٧، ٦٨٩) و «الاستقامة» (٢/ ٨٦ - ٨٧).
(٢) ش: «المتوكلين».
(٣) في ع زيادة: «آخر».
(٤) ع: «وحالُ المحب العاشق وراء ذلك».
(٥) ع: «وكمعرفة».
(٦) ع: «وحالُ الخائف وراء ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>