للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وأمَّا الاعتصام به فهو التوكُّل عليه والامتناع به، والاحتماء به وسؤاله أن يحمي العبد ويمنعه، ويعصمه ويدفع عنه، فإنَّ ثمرة الاعتصام به هو الدفع عن العبد، والله يدفع عن الذين آمنوا (١)، فيدفع عن عبده المؤمن به (٢) إذا اعتصم به كلَّ سبب يفضي إلى العَطَب ويحميه منه، فيدفع عنه الشُّبهاتِ والشّهوات، وكيدَ عدوِّه الباطن والظاهر، وشرَّ نفسه، ويدفع عنه موجب أسباب الشرِّ بعد انعقادها بحسب قوَّة الاعتصام به وتمكُّنه، فينعقد في حقِّه أسبابُ العَطَب فيدفع عنه موجَباتِها ومسبَّباتِها، ويدفع عنه قَدَرَه بقدره، وإرادته بإرادته، ويعيذه به منه.

فصل

وأمّا صاحب «المنازل» - رحمه الله - فقال (٣): (الاعتصام بالله: الترقِّي (٤) عن كلِّ موهومٍ (٥)).

الموهوم عنده ما سوى الله، والترقِّي عنه: الصُّعود من شهود نفعه وضرِّه


(١) مقتبس من قوله تعالى: {اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ} على قراءة أبي عمرو التي كانت سائدة في بلاد الشام زمن المؤلف. انظر: «النشر» (٢/ ٣٢٦).
(٢) «به» ساقطة من ع.
(٣) (ص ١٦).
(٤) ش: «هو الترقِّي».
(٥) زِيد في هامش ش تتمة قوله: «والتخلُّص عن كلِّ تردُّد» مرموزًا له بـ (خ) أي: أنه ورد ذلك في نسخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>