للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: أنّ أهل السُّنّة ليس لهم اسمٌ يُنسبَون (١) إليه سواها.

فمن النّاس مَن يتقيّد بلباسٍ لا يلبس غيرَه، أو بالجلوس في مكانٍ لا يجلس في (٢) غيره، أو مِشيةٍ لا يمشي غيرها، أو زيٍّ وهيئةٍ لا يخرج عنهما (٣)، أو عبادةٍ معيّنةٍ لا يتعبّد بغيرها وإن كانت أعلى منها، أو شيخٍ معيّنٍ لا يلتفتُ إلى غيره وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه= وهؤلاء كلُّهم محجوبون، وعن الظّفَر بالمطلوب الأعلى مصدودون، قد قيّدتهم العوائدُ والرُّسومُ والأوضاعُ والاصطلاحاتُ عن تجريد المتابعة، فأصبحوا عنها (٤) بمعزلٍ، ومنزلتهم منها أبعد منزلٍ، فترى أحدَهم يتعبّد بالرِّياضة والخَلوة وتفريغ القلب، ويَعدُّ العلمَ قاطعًا له عن الطّريق، فإذا ذُكِر له الجهاد كان أشدّ نفورًا عنه، فإذا ذُكِر له الموالاة في الله والمعاداة فيه، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر= عدّ ذلك فضولًا وشرًّا، وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك أخرجوه من بينهم، وعدُّوه غيرًا عليهم. فهؤلاء أبعد النّاس عن الله، وإن كانوا أكثر إشارةً إليه (٥).

فصل

قال (٦): (الطبقة الثانية: طائفةٌ أشاروا عن (٧) منزلٍ وهم في غيره، وورَّوا


(١) د، ت: «ينتسبون».
(٢) من ت، ر، وهامش ش، وليس عليها علامة اللحق.
(٣) د، ر: «عنها».
(٤) ر، ط: «فأضحوا»، و ش، د: «عنهما».
(٥) ر، ط: « .. إشارة، والله أعلم».
(٦) «المنازل» (ص ٨٥ - ٨٦). وفي ت: «الوظيفة الثانية».
(٧) كذا في المتن هنا وفي «شرح المنازل» للتلمساني (ص ٤٧٥)، وفي الشرح الآتي عند المؤلف وعند التلمساني: «إلى»، وهي يتعدَّى بها الإشارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>