للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذموم (١). أمَّا إذا اشتغل عن الحزن بفرحٍ محمودٍ، وهو الفرح بفضل الله ورحمته، فلا معنى للحزن على فوات الحزن.

قال (٢): (وليست الخاصَّة من مقام الحزن في شيءٍ، لأنَّ الحزن فقدٌ، والخاصَّة أهل وجدانٍ).

وهذا إن أراد به أنّه لا ينبغي لهم تعمُّد الحزن فصحيحٌ، وإن أراد أنه لا يعرض لهم حزنٌ فليس كذلك، والحزن من لوازم الطبيعة، ولكنه ليس (٣) بمقامٍ.

قال (٤): (الدرجة الثالثة من الحزن: التحزُّن للمعارضات دون الخواطر، ومعارضات القصود، واعتراضات الأحكام).

هذه ثلاثة أمورٍ بحسب الشُّهود والإرادة.

الأولى: حزن المعارضات، فإنَّ القلب يعترضه وارد الرجاء ــ مثلًا ــ فلم ينشب أن يعارضه وارد الخوف، وبالعكس، ويعترضه وارد البسط فلم ينشب أن يعترضه وارد القبض، ويَرِد عليه وارد الأنس فيعترضه وارد الهيبة، فيوجب له اختلاف هذه المعارضات عليه حزنًا لا محالة.


(١) «إذا اشتغل بفرح مذموم» سقط من النسخة التي قوبلت عليها ع، ولذا أشير فيها إلى الضرب عليه.
(٢) «منازل السائرين» (ص ٢٠) إلى قوله: «في شيء». وما بعده فمن كلام التلمساني في «شرحه» (ص ١٢٠).
(٣) في ع زيادة: «هو».
(٤) «منازل السائرين» (ص ٢٠)، ولفظه: «ولكن الدرجة الثالثة ... ». وكذا في ل. وفي الأصل كتبت: «لكن» ثم وضع عليها علامة الحذف (حـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>