للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستعانةُ بها على طاعته، واتِّخاذُها طريقًا إلى جنَّته= أفضل من الزُّهد فيها، والتخلِّي عنها، ومجانبة أسبابها.

والتحقيق: أنَّها إن شغلَتْه عن الله فالزُّهد فيها أفضل. وإن لم تَشْغَله عن الله بل كان شاكرًا لله فيها فحاله أفضل، والزُّهد فيها يَحْرُس (١) القلب عن التعلُّق بها والطُّمأنينة إليها.

فصل

قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (٢): (الزُّهد هو إسقاط الرغبة عن الشيء بالكلِّيّة).

يريد بالشَّيء المزهود فيه: ما سوى الله تعالى، والإسقاط عنه: إزالة (٣) تعلُّق الرَّغبة به.

وقوله: (بالكلِّيّة)، أي بحيث لا يلتفت إليه ولا يتشوَّف (٤) إليه.

قال (٥): (وهو للعامَّة قربة، وللمريد ضرورة، وللخاصّة خشية (٦)).


(١) كذا في الأصل مضبوطًا. وهو غير محرر في ل. في ش: «تجرُّد». وفي سائر النسخ: «تجريد».
(٢) (ص ٢٣).
(٣) في ع: «إزالته عن القلب وإسقاط».
(٤) ع: «يتشوق».
(٥) «المنازل» (ص ٢٣).
(٦) هذا لفظ بعض نسخ «المنازل» (كما في هامش التحقيق)، وعليه شرحه التلمساني (ص ١٣٩، ١٤٠). ولفظ متن «المنازل» و «شرح القاساني» (ص ١٢٠، ١٢١): «خِسَّة». ولعله أقرب إلى مراد الماتن لأنه سيأتي قوله في وصف زهد الخاصة: «الدرجة الثالثة: الزهد في الزهد. وهو بثلاثة أشياء: باستحقار ما زهدت فيه ... ».

<<  <  ج: ص:  >  >>