للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون سببه إلّا قربةً وطاعةً. فمستخرِجه الأمر، ومصروفه الأمر. والشّيطانيُّ بخلافه.

ومن الفرقان أيضًا: أنّ (١) الوارد الرّحمانيّ لا يتناقض ولا يتفاوت ولا يختلف (٢)، بل يُصدِّق بعضه بعضًا، والشّيطانيّ بخلافه يُكذِّب بعضه بعضًا.

فصل

قال (٣): (الدّرجة الثّالثة: الإحسان في الوقت. وهو أن لا تُزايل المشاهدة أبدًا (٤)، ولا تَخلِط بهمّتك أحدًا، وتجعل هجرتك إلى الحقِّ سَرْمدًا).

أي لا تفارق حال الشُّهود. وهذا إنّما يقدر عليه أهل التمكين الذين ظَفِروا بنفوسهم، وقطعوا المسافاتِ التي بين النّفس وبين القلب، والمسافاتِ التي بين القلب وبين الله، بمجاهدة القُطَّاع التي على تلك المسافات.

قوله: (وأن لا تَخلِط بهمّتك أحدًا).

يعني: أن تُعلِّق همّتك بالحقِّ وحده، ولا تُعلِّق بأحدٍ غيره، فإنّ ذلك شركٌ في طريق الصّادقين.

وقوله: «وأن تجعل هجرتك إلى الحقِّ سَرمدًا».


(١) «أن» ليست في ش، د.
(٢) ل: «يتخلف».
(٣) «المنازل» (ص ٦١).
(٤) «أبدا» ليست في ش، د.

<<  <  ج: ص:  >  >>