للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحسن - رضي الله عنه -: عملوا واللهِ (١) بالطاعات واجتهدوا فيها، وخافوا أن تُردَّ عليهم؛ إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وخشيةً، والمنافق جمع إساءةً وأمنًا (٢).

و «الوجل» و «الخوف» و «الخشية» و «الرهبة» ألفاظ متقاربة غير مترادفة.

قال أبو القاسم الجنيد - رضي الله عنه -: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس (٣).

وقيل: الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكُّر المخوف.

وقيل: الخوف قوَّة العلم بمجاري الأحكام (٤). وهذا سبب الخوف، لا أنّه نفسه.

وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.

والخشية أخصُّ من الخوف، فإنَّ الخشية للعلماء بالله، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨]، فهي خوفٌ مقرونٌ بمعرفة، وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنِّي أتقاكم لله وأشدُّكم له خشيةً» (٥).


(١) كذا في النسخ، والذي في مطبوعة «معالم التنزيل»: «لله».
(٢) ذكره البغوي في «معالم التنزيل» (٥/ ٤٢١). والفقرة الأخيرة منه أخرجها الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على «الزهد» لابن المبارك (٩٨٥) والطبري في «تفسيره» (١٧/ ٦٨).
(٣) أسنده القشيري (ص ٣٥٢).
(٤) ذكره القشيري (ص ٣٥٢).
(٥) أخرجه مسلم (١١٠٨) من حديث عمر بن أبي سلمة بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>