للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكلِّ حالٍ أدبٌ: فللأكل آدابٌ (١)، وللشُّرب آدابٌ، وللرُّكوب وللدُّخول وللخروج وللسّفر وللإقامة وللنّوم آدابٌ، وللبول آدابٌ (٢)، وللكلام آدابٌ، وللسُّكوت والاستماع آدابٌ.

وأدبُ المرء: عنوانُ سعادته وفلاحه، وقلّةُ أدبِه: عنوانُ شقاوته وبَوارِه.

فما استُجْلِب خيرُ الدُّنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استُجْلِب حرمانُهما بمثل قلّة الأدب.

فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نَجّى صاحبَه من حَبْس الغار حين أطبقَتْ عليهم الصّخرة؟ (٣) والإخلالُ به مع الأمِّ ــ تأويلًا وإقبالًا على الصّلاة ــ كيف امتحنَ صاحبَه بهدْمِ صَومعتِه، وضَرْبِ النّاس له، ورَمْيِه بالفاحشة؟ (٤).

وتأمّل أحوالَ كلِّ شقيٍّ ومُعَثَّرٍ (٥) ومُدبرٍ (٦): كيف تجد قلّة الأدب هو الذي سَاقَه إلى الحرمان؟


(١) «فللأكل آداب» ليست في ش، د.
(٢) «وللبول آداب» ليست في ش، د.
(٣) كما في قصة أصحاب الغار الثلاثة عند البخاري (٢٢١٥، ٢٢٧٢) ومسلم (٢٧٤٣) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
(٤) كما في قصة جريج الراهب التي أخرجها البخاري (٣٤٣٦) ومسلم (٢٥٥٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٥) هو الذي تَعِس جَدُّه وعَثَر به الزمان. وفي المطبوع: «مغتر»، تصحيف.
(٦) هو الذي أمره في إدبار. من أدبر القومُ: ولَّى أمرهم. فهو مثل الشقي والمعثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>