للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال (١): (الدّرجة الثّانية: عين اليقين. وهو المغني بالاستدراك (٢) عن الاستدلال، وعن الخبر بالعيان، وخرقِ الشُّهود حجابَ العلم).

الفرق بين علم اليقين وعين اليقين: كالفرق بين الخبر الصّادق والعيان، وحقُّ اليقين فوق هذا.

وقد مُثِّلت المراتب الثّلاث بمن أخبرك أنّ عنده عسلًا، وأنت لا تشكُّ في صدقه. ثمّ أراك إيّاه، فازددتَ يقينًا. ثمّ ذُقْتَ منه. فالأوّل علم اليقين، والثّاني عين اليقين، والثّالث حقُّ اليقين.

فعلمُنا الآن بالجنّة والنّار علم يقينٍ. فإذا أُزلِفت الجنّة في الموقف وشاهدَها الخلائق، وبُرِّزت الجحيم وعاينَها الخلائق، فذلك عين اليقين. فإذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار، فذلك حينئذٍ حقُّ اليقين.

قوله: (هو المغني بالاستدراك (٣) عن الاستدلال).

يريد بالاستدراك: الإدراك والشُّهود، يعني أن صاحبه قد استغنى به عن طلب الدّليل، فإنّه إنّما يطلب الدّليل ليحصل له العلم بالمدلول. فإذا كان المدلول مُشاهَدًا له - وقد أدركه بكشفه - فأيُّ حاجةٍ به إلى الاستدلال؟

وهذا معنى الاستغناء عن الخبر بالعيان.


(١) «المنازل» (ص ٥٤).
(٢) ل: «بالاستدلال». والمثبت من ش، د موافق لما في «المنازل».
(٣) ل: «بالاستدلال».

<<  <  ج: ص:  >  >>