للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمر ظاهرًا وباطنًا، حتَّى إنَّ صِدق المتبايعين يُحِلُّ البركةَ في بيعهما، وكذبهما يمحق بركة بيعهما، كما في «الصحيحين» (١) عن حكيم بن حزامٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما».

فصل

في كلماتٍ في حقيقة الصِّدق

قال عبد الواحد بن زيدٍ - رحمه الله -: الصِّدق: الوفاء لله بالعمل (٢).

وقيل: موافقة السِّرِّ النُّطق (٣).

وقيل: استواء السِّرِّ والعلانية (٤). يعني: أنَّ الكاذب علانيته خيرٌ من سريرته، كالمنافق الذي ظاهره خيرٌ من باطنه.

وقيل: الصِّدق: القول بالحقِّ في مواطن الهلكة (٥).

وقيل: كلمة الحقِّ عند من تخافه وترجوه.

وقال الجنيد - رحمه الله -: الصادق يتقلَّب في اليوم أربعين مرَّةً، والمُرائي يثبت على حالةٍ واحدةٍ أربعين سنةً (٦).


(١) البخاري (٢٠٧٩) ومسلم (١٥٣٢).
(٢) «القشيرية» (ص ٤٨٣).
(٣) «القشيرية» (ص ٤٨٣).
(٤) ذكره القشيري (ص ٤٨٢) بأنه أقل الصدق.
(٥) «القشيرية» (ص ٤٨٣)، وبمعناه قول الجنيد وسيأتي.
(٦) أسنده القشيري (ص ٤٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>