للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحيط مقابلٌ لها، كذلك الثقة هي النقطة التي يدور عليها التفويض.

وكذلك قوله: (سويداء قلب التسليم)، فإنَّ القلب أشرف ما فيه سويداؤه، وهي المُهجة التي تكون بها الحياة، وهي في وسطه. فلو كان التّفويض (١) قلبًا لكانت الثِّقة سويداءه، ولو كان عينًا لكانت سوادَها، ولو كان دائرةً لكانت نقطتها.

وقد تقدَّم أنَّ كثيرًا من الناس يفسِّر التوكُّل بالثقة ويجعله حقيقتَها، ومنهم من يفسِّره بالتفويض، ومنهم من يفسِّره بالتسليم، فعلمتَ أنَّ مقام التوكُّل يجمع ذلك كلَّه.

وكأنَّ الثقة عند الشّيخ هي روح التوكل، والتوكُّل كالبدن الحامل لها، ونسبتها إلى التوكُّل كنسبة الإحسان إلى الإيمان.

فصل

قال (٢): (وهي على ثلاث درجاتٍ. الدرجة الأولى: درجة الإياس. وهي البُعد عن مقاومات الأحكام (٣)، ليقعد عن منازعة الأقسام، ليتخلَّص من قِحة الإقدام).

يعني أنَّ الواثق بالله لاعتقاده أنَّ الله إذا حكم بحكمٍ وقضى أمرًا فلا مردَّ


(١) كذا في النسخ, ومقتضى لفظ الماتن: «التسليم».
(٢) «المنازل» (ص ٣٦)
(٣) ج، ن: «وهي إياس العبد من مقاواة الأحكام». وهو لفظ «المنازل» و «شرح التلمساني» (ص ٢٠٨) و «القاساني» (ص ١٨٣). والمعنى متقارب, فالمقاواة هي المغالبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>