فقد علمت أنَّ من نزل في منزل التَّوبة وقام في مقامها نزل في جميع منازل الإسلام، وأنَّ التّوبة الكاملة متضمِّنةٌ لها وهي مندرجة فيها، ولكن لا بدّ من إفرادها بالذِّكر والتّفصيل تبيينًا لحقائقها وخواصِّها وشروطها.
فإذا استقرّت قدمه في منزل التّوبة نزل بعده منزل الإنابة، وقد أمر به تعالى (١) في كتابه، وأثنى على خليله به، فقال:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ}[الزمر: ٥٤]، وقال:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود: ٧٥].