للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال (١): (والمحبّة هي سِمَة الطّائفة، وعنوان الطّريقة، ومَعقِد النِّسبة).

يعني: سِمة هذه الطّائفة (٢) المسافرين إلى ربِّهم، الذين ركبوا جناحَ السّفر إليه، ثمّ لم يفارقوه إلى حينِ اللِّقاء، وهم الذين قعدوا على الحقائق، وقعدَ من سواهم على الرُّسوم.

وعنوانُ طريقتهم أي دليلها، فإنّ العنوان يدلُّ على الكتاب، والمحبّة تدلُّ على صدق الطّالب، وأنّه من أهل الطّريق.

ومعقد النِّسبة أي النِّسبة التي بين الرّبِّ وبين (٣) العبد، فإنّه لا نسبةَ بين الله وبين العبد إلّا محضُ العبوديّة من العبد والألوهية من الرّبِّ. وليس في العبد شيءٌ من الألوهية، ولا في الرّبِّ شيءٌ من العبوديّة. فالعبد عبد من كلِّ وجهٍ، والرّبُّ تعالى هو الإله الحقُّ من كلِّ وجهٍ. ومعقد نسبة العبوديّة هو المحبّة، فالعبوديّة معقودةٌ بها، بحيث متى انحلَّت المحبّة انحلَّت العبوديّة.

فصل

قال (٤): (وهي على ثلاث درجاتٍ. الدّرجة الأولى: محبّةٌ تقطع الوساوسَ، وتَلَذُّ الخدمة (٥)، وتُسلِّي عن المصائب).


(١) «المنازل» (ص ٧١).
(٢) «وعنوان الطريقة ... الطائفة» ساقطة من ش، د.
(٣) «بين» ليست في ش، د.
(٤) «المنازل» (ص ٧١).
(٥) أي تجد الخدمة لذيذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>