للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَرْفه بعد أن أُبرِم تقديره. فلا جزع حينئذٍ، لا ممّا قُدِّر، ولا ممّا لم يُقدَّر.

نعم إن كان في هذا النازل حيلةٌ فلا ينبغي أن يَعجِز عنه، وإن لم يكن فيه حيلةٌ فلا ينبغي أن يجزعَ منه. فهذه طمأنينة الضّجر إلى الحكم.

وأمّا طمأنينة المبتلى إلى المثوبة، فلا ريبَ أنّ المبتلى إذا قويت مشاهدته للمثوبة سكنَ قلبُه واطمأنَّ بمشاهدة العوض، وإنّما يشتدُّ به البلاء إذا غاب عنه ملاحظة الثّواب. وقد تقوى ملاحظة العِوَض حتّى يستلذّ بالبلاء ويراه نعمةً. ولا يُستبعَد هذا، فكثيرٌ من العقلاء إذا تحقَّق نفعَ الدّواء الكريه فإنّه يكاد يلتذُّ به، وملاحظتُه لنفعه تُغنِيه عن تألُّمه بمذاقه أو تُخفِّفه عنه. والعمل والمعوَّل إنّما هو على البصائر.

فصل

قال (١): (الدّرجة الثّانية: طمأنينة الرُّوح في القصد إلى الكشف، وفي الشّوق إلى العِدَة، وفي التّفرقة إلى الجمع).

طمأنينة الرُّوح: أن تطمئنَّ (٢) في حال قصدها، ولا تلتفت إلى ما وراءها.

والمراد بالكشف: كشف الحقيقة، لا الكشف الجزئيُّ السُّفليُّ. وهو ثلاث درجاتٍ:

كشفٌ عن الطّريق المُوصِل إلى المطلوب، وهو الكشف عن حقائق الإيمان وشرائع الإسلام.


(١) «المنازل» (ص ٦٩).
(٢) ل: «تطهر».

<<  <  ج: ص:  >  >>