للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يُحاجُّ عنها ولا ينتصر (١) لها، بل يُفوِّض (٢) ذلك لمالكها (٣) وسيِّدها.

قال بُندار بن الحسين - رحمه الله -: لا تُخاصِمْ لنفسك، فإنّها ليست لك، دَعْها لمالكها يفعَلْ بها ما يريد (٤).

وقد أجمعت (٥) هذه الطّائفة أنّه لا وصولَ إلى الله إلّا من طريق الفقر، ولا دخولَ عليه إلّا من بابه.

فصل

قال (٦): (وهو على ثلاث درجاتٍ، الدّرجة الأولى: فقر الزُّهّاد. وهو قبض اليد عن الدُّنيا ضبطًا أو طلبًا، وإسكاتُ اللِّسان عنها مدحًا أو ذمًّا، والسّلامة منها طلبًا أو تركًا. وهذا هو الفقر الذي تكلّموا في شرفه).

الدُّنيا عند القوم: ما سوى الله من المال والجاه والصُّور والمراتب. واختلف (٧) المتكلِّمون فيها على قولين، حكاهما أبو الحسن الأشعريُّ - رحمه الله - في «مقالاته» (٨):


(١) ش، د: «ولا ينتظر». والتصحيح في هامشهما.
(٢) ش، د: «تفويض».
(٣) د: «إلى مالكها».
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٢٢١). وانظر: «طبقات الصوفية» للسلمي (ص ٤٦٨)، و «حلية الأولياء» (١٠/ ٣٨٥).
(٥) ش، د: «اجتمعت».
(٦) «المنازل» (ص ٥٦).
(٧) ل: «واختلفت».
(٨) ذكر الأشعري في «مقالات الإسلاميين» (ص ٤٤٣) قولين في الدنيا: الأول هو الثاني هنا. ولكن الثاني ليس اسمًا للزمان بل ما خلقه الله قبل مجيء الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>