للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزِّه فؤادك عن سوى روضاته ... فرياضه حِلٌّ لكلِّ منزِّهِ

والفهمُ طِلَّسْمٌ لكنزِ علومه ... فاقصد إلى االطلَّسْمِ تحظَ بكنزهِ

لا تخش من بدعٍ لهم وحوادثٍ ... ما دمتَ في كنف الكتاب وحرزهِ

من كان حارسَه الكتابُ ودرعَه ... لم يخش من طعن العدوِّ ووَخْزهِ (١)

لا تخشَ من شبهاتهم واحمِلْ إذا ... ما قابلتك بنصره وبعزِّه

والله ما هاب امرؤٌ شبهاتِهم ... إلَّا لضعف القلب منه وعجزهِ

يا ويحَ تيسٍ ظالعٍ يبغي مسا ... بقة الهِزَبْرِ بعَدْوه وبجَمْزهِ (٢)

ودخانِ زَبلٍ يرتقي للشّمس يَسـ ... ـتُرُ عينها لمَّا سرى في أزِّه

وجبانِ قلبٍ أعزلٍ قد رام يأ ... سِرُ فارسًا شاكي السِّلاح بهزِّه (٣)

فصل

وأمَّا مفسدات القلب الخمسة، فهي التي أشار إليها مِن كثرة الخلطة، والتمنِّي، والتعلُّق بغير الله، والشِّبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب، فنذكر آثارها التي اشتركت فيها، وما تميَّز به كلُّ واحدٍ منها:

اعلم أنّ القلب يسير إلى الله والدّار الآخرة، ويكشف عن طريق الحقِّ ونهجه، وآفاتِ النفس والعمل وقطاعِ الطريق= بنوره وحياته وقوَّته، وصحَّته وعزمه، وسلامة سمعه وبصره، وغيبة الشّواغل والقواطع عنه. وهذه


(١) ع: «ووَكْزه». كلاهما بمعنى الطعن إلا أن الوخز يكون بالرمح والخنجر ونحوهما، والوكز يكون باليد والعصا.
(٢) الظالع: الذي يعرج ويغمز في مشيه. والجمز: العَدو فوق العَنَق ودون الحُضْر.
(٣) الظاهر أن هذه الأبيات من نظم المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>