للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى هذا: أنّ عادة النّاس غالبًا التّعريجُ على أوطان الغفلة، وإجابةُ داعي الشّهوة، والإخلاد إلى أرض الطّبيعة. والمريد منسلخٌ عن ذلك. فصار خروجه عنه أمارةً ودلالةً على صحّة الإرادة، فسمِّي انسلاخه وتركه (١) إرادةً.

وقيل: نهوض القلب في طلب الحقِّ (٢).

ويقال: لوعةٌ تُهوِّن كلَّ روعةٍ (٣).

وقال الدّقّاق - رحمه الله -: الإرادة لَوعةٌ في الفؤاد، لَدْغةٌ (٤) في القلب، غرامٌ في الضّمير، انزعاجٌ في الباطن، نيرانٌ تأجّج في القلوب (٥).

وقيل: من صفات المريدين (٦): التّحبُّب إلى الله بالنّوافل، والإخلاص في نصيحة الأمّة، والأُنس بالخلوة، والصّبر على مقاساة الأحكام، والإيثار لأمره، والحياء من نظره، وبذْل المجهود في محبوبه، والتّعرُّض لكلِّ سببٍ يُوصِل (٧) إليه، والقناعة بالخمول، وعدم قرار القلب حتّى يصل إلى وليِّه ومعبوده (٨).


(١) ش، د: «وترك» وعليها علامة اللحق، وليس في هامشها شيء.
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٦٦).
(٣) المصدر نفسه (ص ٤٦٦).
(٤) ل: «لذعة».
(٥) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٦٧).
(٦) ل: «صفات الترتيب».
(٧) ل: «بوصله».
(٨) «الرسالة القشيرية» (ص ٤٦٧، ٤٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>