للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسُّوء. ويفيده نظرُه إليها أمورًا:

منها: أنَّها جاهلةٌ ظالمةٌ، وأنَّ الجهلَ والظُّلمَ يصدر عنهما كلُّ قولٍ وعملٍ قبيحٍ، ومَن وصفُه (١) الجهلُ والظُّلمُ لا مطمعَ في استقامته واعتداله البتّة. فيوجب له ذلك بذلَ الجهد في العلم النّافع الذي يُخرِجُها به عن وصف الجهل، والعملِ الصَّالحِ الذي يُخرِجُها به عن وصف الظُّلم. ومع هذا فجهلُها أكثرُ من علمها، وظلمُها أعظمُ من عدلها. فحقيقٌ بمن هذا شأنه: أن يرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيَه شرَّها، وأن يؤتيها تقواها ويزكِّيها، فهو خيرُ من زكّاها، فإنّه وليُّها ومولاها، وأن لا يكِلَه إليها طرفةَ عينٍ. فإن وَكلَه إليها هلَكَ، فما هلَكَ مَن هلَك إلّا حيث وُكِلَ إلى نفسه.

وقال النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لحُصَين بن المنذر (٢): "قل: اللهمَّ أَلْهِمْني رُشدي، وقِني شرَّ نفسي" (٣). وفي خطبة الحاجة (٤): "الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيِّئات (٥) أعمالنا". وقال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ


(١) ل: "صفته".
(٢) كذا سمَّاه المؤلف هنا ومن قبل (ص ٦٩) وهو حصين بن عبيد، كما تقدَّم.
(٣) تقدم تخريجه (ص ٦٩).
(٤) أخرجه أحمد (٣٧٢٠، ٤١١٥) وأبو داود (٢١١٨) والترمذي (١١٠٥) والنسائي في "الكبرى" (١٧٢١، ٥٥٠٢، ٥٥٠٣، ١٠٢٤٩ - ١٠٢٥١) وابن ماجه (١٨٩٢) وغيرهم من طرق يعضد بعضها بعضًا عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -. والحديث حسَّنه الترمذي، وصححه أبو عوانة في "المستخرج" (٤٥٨٠ - ط. الجامعة الإسلامية) والحاكم (٢/ ١٨٢) والألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (٦/ ٣٤٥) وفي رسالته النافعة "خطبة الحاجة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمها أصحابه".
(٥) ع: "ومن سيئات".

<<  <  ج: ص:  >  >>