للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عارضٌ، ولا تكدِّره تفرقةٌ.

فصل

قال (١): (الدّرجة الثّانية: سرورُ شهودٍ، كشَفَ حجابَ العلم، وفكَّ رِقَّ التكليفِ، ونفى صَغار الاختيار).

يريد أنّ العلم حجابٌ على المعرفة، فشهودٌ كشَفَ (٢) ذلك الحجاب حتَّى يفضي القلب إلى المعرفة يوجب سرورًا.

و «العلم» عند هذه الطّائفة استدلالٌ، و «المعرفة» ضروريّةٌ. فالعلم له الخبر، والمعرفة لها العيان، فالعلم عندهم حجابٌ على المعرفة، وإن كان لا يوصَل إليها إلّا بالعلم. فالعلم كالصِّوان (٣) لما تحته، هو (٤) حجابٌ عليه، ولا يوصَل إليه إلّا منه.

ومثال هذا: أنّك إذا رأيتَ في حومة (٥) ثلجٍ ثقبًا خاليًا: استدللتَ به على أنّ تحته حيوانًا يتنفّس، فهذا علمٌ. فإذا حفرته، فشاهدت الحيوان، فهذه معرفةٌ.

قوله: (وفكّ رقّ التّكليف) عبارةٌ قلقةٌ، غير سديدةٍ. و «رقُّ التّكليف» لا


(١) (ص ٨٤).
(٢) «كشف» ليست في ش، د.
(٣) ت، ط: «والعلم لها كالصوان .. »، ر: «بالعلم إليه كالصوان .. »
(٤) كذا في ش، ت، وكتب فوق السطر حرف «و» في د، ر.
(٥) في بعض النسخ المتأخرة: «كومة». والحومة: قال في القاموس (ص ١٠٩٨): «وحومةُ البحرِ والرملِ والقتالِ وغيره: معظمه، أو أشدّ موضع فيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>