للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِبْرةً (١) طورًا، ويُرِيه غيرةَ تفرُّقٍ طورًا).

هذا المعنى هو المعنى الثّاني من المعاني الثّلاثة من معاني الوقت عنده.

قوله: (اسمٌ لطريقِ سالكٍ) هو على الإضافة. أي لطريق عبد سالكٍ.

قوله: (يسير بين تمكُّنٍ وتلوُّنٍ)، أي ذلك العبد يسير بين تمكُّنٍ وتلوُّنٍ. والتّمكُّن: هو الانقياد إلى أحكام العبوديّة بالشُّهود والحال، والتّلوُّن في هذا الموضع خاصّةً: هو الانقياد إلى أحكام العبوديّة بالعلم. فإن الحال يجمعه بقوّته وسلطانه فيعطيه تمكينًا، والعلم يُلوِّنه بحسب متعلّقاته وأحكامه.

قوله: (لكنّه إلى التّمكُّن ما هو يسلك الحال، ويلتفت إلى العلم)، يعني: أنّ هذا العبد هو سالكٌ إلى التّمكُّن ما دام يسلك الحالَ ويلتفت إلى العلم، فأمّا إن سلك العلمَ والتفتَ إلى الحال لم يكن سالكًا إلى التّمكُّن.

فالسّالكون ضربان: سالكون على الحال ملتفتون إلى العلم، وهم إلى التّمكُّن أقرب. وسالكون على العلم ملتفتون إلى الحال، وهم إلى التّلوُّن أقرب. هذا حاصل كلامه (٢).

وهذه النكتة (٣) هي المفرِّقة بين أهل العلم وأهل الحال، حتّى كأنّهما غيرانِ وحزبانِ، وكلُّ فرقةٍ منهما لا تأنَسُ بالأخرى ولا تُعاشِرها إلّا على إغماضٍ ونوعِ استكراهٍ.

وهذا من تقصير الفريقين، حيث ضعُفَ أحدهما عن السّير في العلم،


(١) في «المنازل» و «شرح التلمساني»: «غيرة». وسيشرحها المؤلف على الوجهين.
(٢) «كلامه» ليست في ش، د.
(٣) ت، ر: «الثلاثة».

<<  <  ج: ص:  >  >>