للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تنوَّعت عباراتهم في الإخلاص (١)، والقصد واحدٌ. فقيل: هو إفراد الحقِّ سبحانه بالقصد في الطاعة. وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.

وقيل: التوقِّي عن ملاحظة الخلق (٢)، والصِّدقُ: التنقِّي من مطالعة (٣) النفس، فالمخلص لا رياء له، والصادق لا إعجاب له (٤). ولا يتمُّ الإخلاص إلا بالصِّدق، ولا الصِّدق إلا بالإخلاص، ولا يتمَّان إلا بالصبر (٥).

وقيل: من شهد في إخلاصه الإخلاصَ احتاج إخلاصُه إلى إخلاصٍ (٦). فنقصان كلِّ مخلصٍ في إخلاصه بقدر (٧) رؤية إخلاصه، فإذا سقط عن نفسه


(١) في ع زيادة: «والصدق».
(٢) زاد في ع: «حتى عن نفسك»، والظاهر أنها زيادة مقحمة وليست من المؤلف، فإنه صادر عن «القشيرية» وليست فيها.
(٣) في الأصل، م، ج، ن: «عن ملاحظة». والمثبت من ل، ش، ع، هامش الأصل، هامش م. وهو لفظ «القشيرية».
(٤) إلى هنا قول شيخ القشيري أبي علي الدقَّاق. «القشيرية» (ص ٤٧٧).
(٥) بنحوه قال ذو النون المصري، كما في «تفسير السلمي» (٢/ ٤١٠) و «القشيرية» (ص ٤٧٨).
(٦) قاله أبو يعقوب السُّوسي، كما في «تفسير السلمي» (٢/ ١٩٤) و «القشيرية» (ص ٤٧٨).
(٧) «بقدر» تفرَّدت به ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>