للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي أثرٍ آخر: «يقول له يوم القيامة: اذهب فخذ أجرك ممَّن عملتَ له، لا أجر لك عندنا» (١).

وفي «الصحيح» (٢) عنه: «إنَّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم».

وقال تعالى: {يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ} [الحج: ٣٧].

وفي أثرٍ مرويٍّ إلهيٍّ: «الإخلاص سرٌّ من سرِّي، استودعتُه قلبَ من أحببتُه مِن عبادي» (٣).


(١) روي بنحوه في حديث طويل أخرجه أحمد بن منيع في «مسنده» ــ كما في «المطالب العالية» (٣٢١٥) ــ عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. وإسناده ضعيف. وله شاهد عند أحمد (١٥٨٣٨) والترمذي (٣١٥٤) وابن ماجه (٤٢٠٣) وابن حبان (٤٠٤) من حديث زياد بن مِيناء عن أبي سعد ــ ويقال: أبي سعيد ــ بن أبي فضالة الأنصاري - رضي الله عنه - بلفظ: «إذا جمع الله الأولين والآخرين ليومٍ لا ريب فيه نادى منادٍ: من كان أشرك في عملٍ عَمِله لله أحدًا، فليطلب ثوابَه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك». قال علي ابن المديني ــ كما في ترجمة زياد بن مِيناء من «تهذيب الكمال» ــ: إسناده صالح يقبله القلب، وزياد بن ميناء مجهول لا أعرفه.
(٢) لمسلمٍ (٢٥٦٤/ ٣٣).
(٣) رُوي ذلك في حديث مسلسل يقول كل واحدٍ من رواته: (سألتُ فلانًا عن الإخلاص ما هو؟) إلى أن ينتهي إلى أحمد بن عطاء الهُجَيمي، عن عبد الواحد بن زيد، عن الحسن البصري، عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن الله تعالى. أسنده القشيري في «الرسالة» (ص ٤٧٧ ــ وفي إسناده سقط) وابن العربي في «مسلسلاته» ــ كما في «الفتح» (٤/ ١٠٩) ــ ومن طريقه محمد عبد الباقي الأيوبي في «المناهل السَّلسَلة» (ص ١٢٢) وغيرهم. وهو حديث واهٍ جدًّا كما قال الحافظ في «الفتح»، بل الظاهر أنه موضوع مختلق، فإن أحمد بن عطاء وشيخه عبد الواحد بن زيد ــ وإن كانا عابدين زاهدين ــ متروكان في الحديث، وإن الحسن لم يلقَ حذيفة قط بل ولا رآه، فضلًا عن أن يسأله عن معنى الإخلاص!

<<  <  ج: ص:  >  >>