للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن شهد واجبَ ربِّه ومقدارَ عمله وعيبَ نفسه لم يجد بدًّا من استغفار ربِّه منه واحتقاره إيَّاه واستصغاره.

وأمّا (القيام بها)، فهو توفية حقِّها وجعلُها قائمةً كالشهادة القائمة والصلاة القائمة والشجرةِ القائمة على ساقها التي ليست ساقطة (١).

وقوله: (من غير نظرٍ إليها)، أي من غير أن يلتفت إليها ويعدِّدها ويذكرها مخافةَ العجب والمنَّةِ بها، فيسقط من عين الله وتَحبَط أعمالُه.

وقوله: (وإجراؤها على مجرى العلم) أي: يكون (٢) العمل على مقتضى العلم المأخوذ من مشكاة النبوَّة، إخلاصًا وإرادةً لوجهه وطلبًا لمرضاته، لا على وجه التزيُّن بها عند الناس.

قال (٣): (وأمَّا رعاية الأحوال فهو أن يَعُدَّ الاجتهادَ مُراياةً (٤)، واليقين تشبُّعًا، والحال دعوى).

أي: يتَّهم نفسه في اجتهاده أنَّه رياء للناس، فلا يطغى به ولا يسكن إليه ولا يَعتدُّ به.


(١) ع: «بساقطة».
(٢) ع: «هو أن يكون».
(٣) «المنازل» (ص ٢٨).
(٤) أي: مُراءاةً. وانظر التعليق على نظيره (ص ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>