للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعطائه حُكمَ نظائره: كنِهْبٍ بمعنى منهوبٍ، وذِبْحٍ للمذبوحٍ، وحِمْلٍ للمحمول. بخلاف الحَمْل الذي هو مصدرٌ, لخفّته. ثمّ ألحقوا به حملًا لا يَشُقُّ على حاملِه حَملُه، كحمل الشّجرة والولد.

فتأمَّلْ هذا اللُّطف والمطابقة والمناسبة العجيبة بين الألفاظ والمعاني تُطلِعْك على قدر هذه اللُّغة، وأنّ لها شأنًا ليس لسائر اللُّغات.

فصل

في ذكر رسومٍ وحدودٍ قيلتْ في المحبّة بحسب آثارِها وشواهدها, والكلام على ما يحتاج إلى الكلام منها (١).

الأوّل، قيل: المحبّة الميل الدّائم، بالقلب الهائم (٢).

وهذا الحدُّ لا تمييز فيه بين المحبّة الخاصّة والمشتركة، والصّحيحة والمعلولة.

الثّاني: إيثار المحبوب، على جميع المصحوب (٣).

وهذا حكمٌ من أحكام المحبّة وأثرٌ من آثارها.

الثّالث: موافقة الحبيب، في المشهد والمَغِيب (٤).


(١) اعتمد المؤلف في هذا الفصل على «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢ وما بعدها) وعلَّق عليها. وذكر بعض هذه الأقوال في «روضة المحبين» (ص ٣١ - ٣٦) , و «طريق الهجرتين» (٢/ ٦٧٠ - ٦٧٤).
(٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢).
(٣) المصدر نفسه.
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>