للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أيضًا مُوجَبها ومقتضاها. وهو أكمل من الحدَّين قبله، فإنّه يتناول المحبّةَ الصّادقة الصّحيحة خاصّةً، بخلاف مجرّد الميل والإيثار بالإرادة، فإنّه إن لم يصحَبْه موافقةٌ فمحبَّةٌ معلولةٌ.

الرّابع: مَحْو المحبِّ لصفاته، وإثبات المحبوب لذاته (١).

وهذا أيضًا من أحكام الفناء في المحبّة: أن تَمَّحِي (٢) صفات المحبِّ، وتَفنى في صفات محبوبه وذاته. وهذا يستدعي بيانًا أتمَّ من هذا، لا يُدركه إلّا من أفناه واردُ المحبّةِ عنه، وأخذَه منه.

الخامس: مُواطأة القلب لمرادات المحبوب (٣).

وهذا أيضًا من موجباتها وأحكامها. والمواطأة: الموافقة لمرادات المحبوب وأوامره ومَراضِيه.

السّادس: خوفُ تركِ الحرمة، مع إقامة الخدمة (٤).

وهذا أيضًا من أعلامها وشواهدها وآثارها: أن يقوم بالخدمة كما ينبغي، مع خوفه من تَرْكِ الحرمة والتّعظيم.

السّابع: استقلال الكثير من نفسك، واستكثار القليل من حبيبك (٥).


(١) المصدر نفسه.
(٢) ل: «تمتحي».
(٣) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢). وفيها «الرب» بدل «المحبوب»، وبه يستقيم السجع.
(٤) المصدر السابق.
(٥) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>