للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو لأبي يزيد (١). وهو أيضًا من أحكامها وموجباتها وشواهدها. والمحبُّ الصّادق لو بذل لمحبوبه جميعَ ما يقدر عليه لاستقلَّه واستحيى منه، ولو نالَه من محبوبه أيسرُ شيءٍ لاستكثره واستعظمه.

الثّامن: استكثار القليل من جنايتك، واستقلال الكثير من طاعتك (٢).

وهو قريبٌ من الأول، لكنّه مخصوصٌ بما من المحبِّ (٣).

التّاسع: معانقة الطّاعة، ومباينة المخالفة (٤).

وهو لسهل بن عبد الله. وهو أيضًا حكم المحبّة وموجبها.

العاشر: دخول صفاتِ المحبوب، على البدل من صفات المحبِّ (٥).

وهو للجنيد. وفيه غموضٌ, ومراده: استيلاء ذكر المحبوب وصفاته وأسمائه على قلب المحبِّ, حتّى لا يكون الغالب عليه إلّا ذلك، ولا يكون شعوره وإحساسه في الغالب إلّا بها. فيصير شعوره وإحساسه بها بدلًا من شعوره وإحساسه بصفات نفسه. وقد يحتمل معنًى أشرف من هذا, وهو تبدُّل صفات المحبِّ الذّميمة ــ التي لا توافق صفاتِ المحبوب ــ بالصِّفات الجميلة المحبوبة التي توافق صفاتِه. والله أعلم.


(١) البسطامي, كما في «القشيرية».
(٢) لم أجده في «القشيرية» و «روضة المحبين». وهو مفهوم من القول السابع كما ذكر المؤلف.
(٣) ل: «الحب».
(٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢).
(٥) «الرسالة القشيرية» (ص ٦٥٢) , و «اللمع» (ص ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>