للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

قال (١): (الدّرجة الثّالثة: تعظيم الحقِّ سبحانه. وهو أن (٢) لا يجعل دونه سببًا، ولا يرى عليه حقًّا، ولا ينازع له اختيارًا).

هذه الدّرجة تتضمّن تعظيمَ الحاكم سبحانه، صاحبِ الخلق والأمر، والذي (٣) قبلها يتضمّن تعظيمَ قضائه لا مقضيِّه، والأولى تتضمّن تعظيمَ أمره.

وذكر من تعظيمه ثلاثة أشياء:

أحدها: أن لا يجعل دونه سببًا، أي (٤) لا يجعل للوصلة إليه سببًا غيره، بل هو الذي يُوصِل إليه عبدَه، فلا يُوصِل إلى الله إلّا الله، ولا يقرِّب إليه سواه. ولا يتوصّل إلى رضاه إلّا به. فما دلّ على الله إلّا الله، ولا هدى إليه سواه، ولا أَدنى إليه غيرُه. فإنّه سبحانه هو الذي جعل السّبب سببًا، فالسّبب وسببيَّتُه وإيصاله كلُّه خلْقُه وفعلُه.

الثّاني: أن لا يرى عليه حقًّا، أي لا يرى (٥) لأحدٍ من الخلق ــ لا لك ولا لغيرك ــ حقًّا على الله، بل الحقُّ له على خلقه. وفي أثرٍ إسرائيليٍّ: أنّ داود عليه السّلام قال: يا ربِّ، بحقِّ آبائي عليك. فأوحى الله إليه: يا داود، وأيُّ حقٍّ


(١) «المنازل» (ص ٦٥).
(٢) ش، د: «أنه».
(٣) كذا في النسخ بدل «التي».
(٤) «لا يجعل دونه سببًا أي» ساقطة من ش، د.
(٥) ل: «أن لا يرى». والفعل في جميع النسخ بصيغة الغائب.

<<  <  ج: ص:  >  >>