للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لآبائك عليّ؟ ألستُ أنا الذي هديتُهم ومننتُ عليهم واصطفيتهم، ولي الحقُّ عليهم؟ (١).

وأمّا حقوق العبيد على الله: من إثابته لمطيعهم، وتوبتِه على تائبهم، وإجابتهِ لسائلهم= فتلك حقوقٌ أَحقَّها هو على نفسه بحكم وعدِه وإحسانِه، لا أنّها حقوقٌ أَحقُّوها هم عليه، فالحقُّ في الحقيقة لله على عبده، وحقُّ العبد عليه هو ما اقتضاه وعدُه وبرُّه، وإحسانُه إليه بمحض جوده وكرمه. هذا قول أهل التّوفيق والبصائر، وهو وسطٌ بين قولين منحرفين. قد تقدّم ذكرهما مرارًا. والله أعلم (٢).

وأمّا قوله: (ولا ينازع له اختيارًا).

أي إذا رأيتَ الله قد اختار لك أو لغيرك شيئًا ــ إمّا بأمره ودينه، وإمّا بقضائه وقدره ــ فلا تنازِعْ اختياره، بل ارْضَ باختيار (٣) ما اختاره، فإنّ ذلك


(١) أخرجه البزار في «مسنده» (١٣٠٧) من حديث العباس - رضي الله عنه - بنحوه. قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن العباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من حديث أبي سعيد عن علي بن زيد، وأبو سعيد هذا هو الحسن بن دينار، وهو ليس بالقوي في الحديث. وقد روى هذا الحديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل عن العباس. وانظر: «مجمع الزوائد» (٨/ ٢٠٢)، و «السلسلة الضعيفة» (٣٣٥). وعزاه شيخ الإسلام في «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (١/ ٣٤٣ ضمن مجموع الفتاوى) إلى «الحلية» لأبي نعيم. ولم أجده فيه. وقال: وهذا وإن لم يكن من الأدلة الشرعية فالإسرائيليات يعتضد بها ولا يعتمد عليها.
(٢) «والله أعلم» ليس في د.
(٣) ل: «باختياره».

<<  <  ج: ص:  >  >>