للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُقْعَدٍ (١)!

فلنرجع إلى شرح كلام صاحب «المنازل»:

قال (٢): (ولها ثلاثة أنفاسٍ: نفس الخوف، ونفس الرّجاء، ونفس المحبّة).

لمّا كان الحيوان (٣) متنفّسًا، فالنفس موجب الحياة وعلامتها، كانت أنفاس الحياة المشار إليها ثلاثةَ أنفاسٍ:

نفسًا بالخوف؛ ومصدره مطالعةُ الوعيد، وما أعدّ الله لمن آثرَ الدُّنيا على الآخرة، والمخلوقَ على الخالق، والهوى على الهدى، والغيَّ على الرّشاد.

ونفسًا بالرجاء؛ ومصدره مطالعة الوعد، وحسن الظّنِّ بالرّبِّ تعالى، وما أعدّ لمن آثر الله ورسوله والدّار الآخرة، وحكَّم الهدى على الهوى، والوحيَ على الآراء، والسُّنّةَ على البدعة، وما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على عوائد الخلق.

ونفسًا بالمحبّة؛ مصدره مطالعة الصِّفات والأسماء، ومشاهدة النّعماء والآلاء.


(١) شطر بيت لابن الحجاج:
وكأنّها لما أحلَّتْ عنده ... خَوْدٌ تُزَفُّ إلى ضريرٍ مُقْعَدِ
وهو في «يتيمة الدهر» (٣/ ٦٠)، و «التمثيل والمحاضرة» (ص ١١٨)، و «المنتخل» (ص ٥١٦) وغيرها. والخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق.
(٢) «المنازل» (ص ٩٥).
(٣) ت، ر: «كل حيوان».

<<  <  ج: ص:  >  >>