للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهة مخالفة الأمر والنهي، مع نوع رحمةٍ بملاحظة جرَيان القَدَر عليهم.

قال (١): (الدرجة الثانية: إشفاقٌ على الوقت أن يشوبه تفرُّق).

أي يحذر على وقته أن يخالطه ما يفرِّقه عن الحضور مع الله عز وجل.

قال: (وعلى القلب أن يزاحمه عارضٌ).

والعارض المزاحم إمّا فترةٌ، وإمَّا شبهةٌ، وإمَّا شهوةٌ، وهو كلُّ سببٍ (٢) يعوق السالك.

قال: (وعلى اليقين أن يُداخله سبب).

اليقين هو الطُّمأنينة إلى مَن الأسبابُ كلُّها بيديه (٣)، فمتى داخل يقينَه ركونٌ إلى سببٍ وتعلُّقٌ به وطمأنينةٌ (٤) إليه قدح ذلك في يقينه. وليس المراد قطعَ الأسباب عن أن تكون أسبابًا والإعراضَ عنها، فإنَّ هذا زندقة وكفر ومحال، فإنَّ الرسول سببٌ في حصول الهداية والإيمان، والأعمال الصالحة سبب لحصول النجاة، والكفر سبب لدخول النار، والأسباب المشاهَدة أسبابٌ لمسبَّباتها؛ ولكن الذي يريد: أن يَحذَرَ من إضافة يقينه إلى سببٍ غير الله، ولا (٥) يتعلَّق بالأسباب، بل يفنى بالمسبِّب عنها.


(١) «المنازل» (ص ٢١).
(٢) ج، ن: «وهو على كل حال سببٌ».
(٣) م، ج، ن: «بيده».
(٤) ع: «واطمأنَّ».
(٥) «لا» ساقطة من ش، ومضروب عليها في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>